من درجات الأنانية
أعتقد أن الناس متفاوتون في الأنانية، فمن أعلاهم درجة فيها الأناني مع أولاده، هذا بلغ به حب النفس درجة إنعدام إحساسه حتى بأولاده، اللهم إلا بقايا من غريزة وضعها الله سبحانه وتعالى فيه ليحب أولاده ولو قليلا! قد لا تغنيهم من جوع إن كان قادرا على إطعامهم لأنه لا يحب غير نفسه.
يليه الأناني مع الناس جميعا إلا أبنائه، ويليه الذي يجمع معهم أقربائه وأصدقائه المقربين، فهؤلاء على الأقل أحبوا قلة من الناس.. ويوجد نوع لا يحب إلا نفسه وأولاده فقط، وهو أكثرية في الناس.
أما النوع الأقل، وهو الأصلح، فهم قلة نادرة من الناس، يحبون أنفسهم ويحبون الأخيار من الناس، ويؤثرونهم على أنفسهم في كثير من الأحيان..
والصالحون منهم يعدلون مع غيرهم، وينصحون لهم فيما ينفعهم في الدين والدنيا، ولا يكتمون علما ولا نفعا، ولو كان فيه خسارة مادية أو بدنية، فهم مجاهدون في سبيل إحقاق الدين والحق ونفع الخلق، طاعة لله عز وجل، ورجاء لما عنده من الأجر العظيم، وهم الفائزون حقا.

ليست هناك تعليقات: